رج الأولاد مبتهجين، يصيحون ويلعبون، وقد لبسوا ثيابهم الجديدة، وكل واحد منهم يقول للآخر:-
انظر إلى ثيابي الجديدة، وانظر إلى حذائي الجديد..
وعلى مقربة منهم جلس(صبي صغي)على الرصيف بثياب قديمة، وكان يبدو عليه الحزن.
رآه (بدر) فقال:- انظر يا (سالم)، ذاك الطفل هناك، يبدو حزيناً وثيابه قديمة.
قال (سالم):-هيا بنا نسأله عما به.. اقتربا منه ..
وبادره (سالم) فقال:-يا صديقي، ما بك تجلس حزيناً؟ لماذا لا تشاركنا اللعب ولماذا تلبس ثيابك القديمة؟
لماذا لم تلبس ثياب العيد الجديدة؟
نظر(الصبي) بحزن إليهما وقال:- لا بد أن آباءكم هم الذين اشتروا لكم هذه الثياب الجديدة، وهم الذين
أعطوكم النقود لتشتروا الألعاب ..
نظر( بدر) إلي (سالم) باستغراب وقال:- طبعاً، فهذا أمر طبيعي.
قال (الصبي):- أما أنا فليس لي (أب) يشتري لي أي شيء.. فأنا (يتيم).
حزن (بدر وسالم) لحال الصبي، فقال (بدر) لا عليك، فنحن إخوانك، وهذه عيديتي كاملة أهديها لك.
قال(سالم): تعال معنا.
انطلق الجميع إلى البيت، وأخبر (سالم والده) بما حصل .
رحب (الأب بالصبي) وقال له:- أنت مثل (أولادي)، وسأشترى لك ثياباً جديدة وألعاباً جميلة.
إنك فتى مسلم يا بني والإسلام حثنا على التكافل،
فقد قال (صلى الله عليه وسلم):- (المسلم أخو المسلم)،
وتذكر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يتيماً ولم ير أباه..
قال (بدر):-يا عم، كلمت أصدقائي، وسيكون وليد صديقاً لنا جميعاً، وقد قررنا أن يشتري له كل
واحد منا هدية جميلة بمناسبة العيد.
ابتسم (وليد) وقال:-يا الله ما أسعدني، فإن أصدقائي الذين يحبونني وأحبهم جعلوني أشعر كأن (أبي)
معي ..شكرا لكم جميعاً، وسأدعو الله تعالى أن يحفظكم، وأن يجعلني مسلماً صالحاً أساعد كل المسلمين.